ان الوصول للنظافة الكاملة شيء صعب نوعاً ما ولكن بالمقابل عدم النظافة ينتج عنها مشاكل صحية وبيئية خطيرة أحياناً لا يوجد لها حلول، فمثلاً عملية حرق النفايات داخل الحاويات عدا عن أنه يسبب رائحة كريهة خاصة للأفراد التي يعانون من الحساسية المزمنة فإن عملية الاحتراق مضرة أيضاً بطبقة الأوزون والتي جميعنا نعلم أن علماء البيئة لم يتوصلوا لحل لهذه المشكلة. وهنا أيضاً يجب التركيز على عدم إتباع مثل هذه السلوكيات الضارة بالمجتمع والبيئة والتي لها تأثير كبير على المدى البعيد. ولمنع حدوث مثل هذه الأضرار البيئية أو لتفاديها يمكن للإعلام أن يلعب دوراً كبيراً في تنظيم سلوك المجتمع أو عادته الضارة بالبيئية من خلال عرض برامج سواء عبر التلفزيون أو الراديو خاصة بهذه المشاكل ووضع الحلول لها مثل مشكلة النفايات والتي يتم الحديث عنها دائماً دون إيجاد حلول مناسبة لها. كما يجب التطرق لموضوع النفايات الخطرة مثل نفايات المستشفيات والتي يجب أن تتكاتف الجهود من جميع المؤسسات والجهات المعنية بالأمر لعلاج هذه المشكلة، لأن العمل الجماعي في هذا الموضوع له الأثر الكبير في حل مشاكل النفايات.
النظافة يجب أن تكون هدف يسعى إليه كافة أفراد المجتمع. وكي نعزز اهتمام المجتمع في السعي لتحقيق النظافة يجب أن يتم تنظيم برامج للنظافة مثل إقامة حملات تطوعية للنظافة وهذا يتم بالتعاون مع البلديات والمؤسسات المحلية الأخرى أو مع المدارس. هذه البرامج تعتبر من أهم البرامج الهادفة لخلق مجتمع نظيف بالإضافة إلى كونها تعزز سلوك النظافة لدى جميع فئات المجتمع حيث أنها تتطلب جهد من المؤسسات، الطلاب، ومن باقي أفراد المجتمع للوصول إلى هدف واحد وهو النظافة، عدا عن ذلك فإنها تعكس الصورة الجمالية لبلدنا الغالي فلسطين، لأن فلسطين تتميز بمناطق سياحية ودينية رائعة لها تاريخ ومر عليها حضارات عريقة جعلت من فلسطين من أهم المراكز السياحية في العالم. لذلك يجب الاهتمام بالمواقع السياحية نظيفة والحفاظ عليها لأنها ليست ملك خاص بل هي ملك عام يعني أن مسؤولية الحفاظ عليها تقع على عاتق المجتمع ككل ولإيصال هذا المفهوم نحتاج أيضا إلى تنظيم برامج لتوعية أفراد المجتمع لأهمية العمل سوياً للحفاظ على نظافة تلك المواقع مثلاً من خلال إقامة ورشات عمل لها علاقة بموضوع السياحة البيئية وهذا الموضوع يهُم فئات كثيرة من المجتمع والتي تلعب دور كبير في التأثير على باقي أفراد المجتمع مثل الأدلاء السياحيين الذين ينقلون معرفتهم عن تلك المناطق للناس، هم يؤثرون بدرجة كبيرة في تغيير اتجاه سلوك الناس الذين يقومون بزيارة تلك المواقع من سلوك ضار يدمر تلك المواقع إلى سلوك راقي يعكس مدى وعي الفرد لمدى أهمية الحفاظ على نظافة هذه المواقع الطبيعية. ولا ننسى القطاع التعليمي الذي له تأثير كبير في معظم فئات المجتمع، أي أنه يمكن من خلاله التأثير في تلك الفئات من أجل العمل على نظافة البلد وما يمتلكه من مواقع سياحية وطبيعية مميزة، وبذلك نستطيع الحفاظ على تراثنا ومورثاتنا الطبيعية التي تميز فلسطين عن باقي بلدان العالم.